العنوان: القديس يوسف المرنم
الفنان: غير معروف
النوع: جدارية
التاريخ: العقود الأخيرة من القرن الرابع عشر
الأبعاد: غير معروفة
المواد: جدارية على الجص
الموقع: دير فالسامونيرو المقدس، كنيسة السيدة العذراء الهادية، كريت
تعتبر جدارية القديس يوسف المرنم مثالاً رائعاً للفن البيزنطي المتأخر الذي ازدهر في كريت خلال القرن الرابع عشر. يقع العمل في كنيسة السيدة العذراء الهادية في دير فالسامونيرو المقدس، وهو مجمع دير مهم في الريف الكريتي. تصور الجدارية القديس في وضعية مميزة، حاملاً لفافة مفتوحة مكتوبة بالخط البيزنطي، بينما يرتدي هالة وملابس بيزنطية بلون أحمر داكن. تعكس تقنية العمل التقاليد الفنية للقسطنطينية، متكيفة مع الظروف المحلية في كريت في ذلك الوقت. يعود تاريخ الجدارية إلى العقود الأخيرة من القرن الرابع عشر، وهي فترة شهدت نشاطاً فنياً مكثفاً في الجزيرة.
تحليل الأسلوب والخصائص الفنية
تكشف جدارية القديس يوسف المرنم عن المهارة التقنية الفائقة للفنان في فن الجدارية في ذلك الوقت (D Jiménez-Desmond). تتميز التركيبة بنهج خاص في استخدام الفضاء، حيث يتم وضع شكل القديس في إطار منظم بدقة، متبعاً الاتفاقيات الفنية للفترة البيزنطية المتأخرة.
تقدم التقنية المستخدمة في تنفيذ الجدارية اهتماماً كبيراً، حيث استخدم الفنان طبقة جص أكثر سمكاً مقارنة باللوحات العلوية، مما يشير إلى اختيار تقني واعٍ لتحقيق نتائج فنية محددة. تخلق لوحة الألوان، مع سيطرة اللون الأحمر الداكن على ملابس القديس، حواراً بصرياً مثيراً مع خلفية التركيبة.
يُلاحظ بشكل خاص المعالجة التفصيلية لوجه ويدين القديس، حيث أظهر الفنان مهارة فائقة في تقديم التفاصيل التشريحية وتدرجات الألوان، مما يخلق إحساساً بالروحانية التي تميز التقليد البيزنطي في رسم الأيقونات، بينما يكشف التحليل الأسلوبي عن محاولة الفنان لتكييف اللوحات مع السطح المنحني المتاح، مما يشهد على مهارته التقنية العالية وقدرته على مواجهة تحديات الفضاء المعماري.
يكشف التحليل الباليوغرافي لللفافة التي يحملها القديس عن براعة خطية استثنائية، حيث يتم تقديم الحروف بدقة وحساسية فنية، بينما تظهر التركيبة بشكل عام توازناً متناغماً بين عناصرها الفردية، مع تكيف شكل القديس بشكل مثالي مع الفضاء المتاح وتعمل اللفافة كمحور بصري ينظم التركيبة بأكملها.
تشير التفاصيل التقنية للتنفيذ إلى أن الفنان عمل بمنهجية ودقة، مطبقاً طبقات متتالية من الألوان لتحقيق النتيجة المرجوة، مع الحفاظ على السطح النهائي حتى اليوم على حيويته وتألقه، رغم تآكل الزمن.
التقليد الأيقوني والرموز
يتبع التقليد الأيقوني للقديس يوسف المرنم في دير فالسامونيرو القواعد المعتمدة لـالأيقونات الكريتية في ذلك الوقت (A Lymberopoulou). يتم تقديم شكل القديس بطابع مهيب، حاملاً اللفافة التي تحمل نقشاً بيزنطياً، وهو عنصر يبرز صفته كمرنم للكنيسة.
تخلق ترتيب العناصر المعمارية في خلفية الجدارية إطاراً يعزز من مهيبة الشكل، بينما يمثل تكيف التركيبة مع السطح المنحني للجدار مثالاً مميزاً لمهارة الفنان في مواجهة تحديات الفضاء المعماري، حيث تندمج اللوحة بشكل متناغم في البرنامج الأيقوني العام لكنيسة السيدة العذراء الهادية، مع الحفاظ على استقلاليتها كتركيبة منفردة.
في سياق التحليل الأيقوني، يثير الاهتمام بشكل خاص وضع الجدارية بالنسبة للفتحات التواصلية نحو صحن الكنيسة، حيث يشكل تاريخ فتح الفتحات المقوسة بالقرب من عام 1400 وقبل عام 1407 عنصراً مهماً لتأريخ الزخرفة الكاملة، مع تكيف لوحة بيت يو على الجانب الجنوبي من القوس مع السطح الذي تم إنشاؤه فوق الفتحة الغربية للتواصل مع الصحن الجديد.
تتميز التركيبة بديناميكية داخلية تعبر عن طريق وضعية القديس وعلاقته مع اللفافة التي يحملها، مما يخلق حواراً بصرياً مع المشاهد ويبرز الطابع التعليمي للوحة، بينما يشير استخدام طبقة الجص الأكثر سمكاً مقارنة باللوحات العلوية لبيوت الأكايثست إلى اختيار تقني واعٍ لتحقيق نتائج فنية ورمزية محددة.
يكشف التنظيم العام للبرنامج الأيقوني عن فهم عميق للعلاقات الرمزية والاحتياجات الوظيفية للفضاء، حيث ترتبط اللوحات الفردية معاً بشكل معنوي لتشكل كلاً متكاملاً يخدم الاحتياجات الجمالية والروحية للمؤمنين.
السياق التاريخي والفني
تندرج الظروف التاريخية لإنشاء جدارية القديس يوسف المرنم في السياق الأوسع لازدهار فني شهدته كريت خلال القرن الرابع عشر. شكل الرسامون الأيقونيون في ذلك الوقت تقليداً فنياً خاصاً (M CONSTANTOUDAKI). يمثل مجمع دير فالسامونيرو مثالاً مميزاً لهذه الفترة.
يعود تاريخ العمل إلى العقود الأخيرة من القرن الرابع عشر، وهي فترة شهدت تفاعلات فنية مكثفة وتبادلات بين العاصمة البيزنطية والمراكز الإقليمية. إن حقيقة أن فتح الفتحات المقوسة للتواصل مع صحن الكنيسة تم حوالي عام 1400 وقبل عام 1407 تقدم علامة زمنية مهمة لدراسة الزخرفة الكاملة.
تعكس النشاطات الفنية في دير فالسامونيرو العمليات المعقدة التي كانت تحدث في المجتمع الكريتي في ذلك الوقت، حيث يكشف التحليل الأسلوبي للجداريات عن وجود ورشة عمل ذات معايير عالية تجمع ببراعة بين عناصر التقليد القسطنطيني والاتجاهات الفنية المحلية، مما يخلق نتيجة جمالية فريدة تميز ما يسمى بالمدرسة الكريتية.
تشير دراسة العناصر الفردية للتركيبة، مثل تكيف اللوحات مع الفضاء المعماري واستخدام طبقات مختلفة من الجص، إلى نهج منهجي ومنظم جيداً في تنفيذ البرنامج الزخرفي، بينما يؤكد غياب طبقة طلاء سابقة في النقاط التي تم فيها فتح الفتحات على التأريخ الزمني للعمل في نهاية القرن الرابع عشر.
تتميز هذه الفترة بنشاط فني مكثف في الجزيرة، مع وجود ورش عمل فنية مهمة ساهمت في تشكيل تقليد فني محلي، والذي، بينما حافظ على روابط وثيقة مع الفن القسطنطيني، طور في الوقت نفسه خصائصه الخاصة.
الحالة الراهنة لصيانة جدارية القديس يوسف المرنم
تعكس الحالة الراهنة لجدارية القديس يوسف المرنم تاريخاً معقداً من أعمال الصيانة التي شهدها هذا المعلم الأثري عبر الزمن. وتشير التدخلات المتنوعة التي طرأت عليه إلى اتباع نهج دقيق في الحفاظ على هذا العمل الفني القيّم. فمن خلال العناية المستمرة التي حظي بها النصب، تم الحفاظ على عناصر جوهرية من تركيبه الأصلي الذي يعود إلى قرون مضت.
وقد تركزت أعمال الترميم في المقام الأول على حماية طبقة الطلاء ومعالجة المشكلات الناجمة عن مرور الوقت وعوامل التعرية المختلفة. كما كشفت الدراسة المتعمقة لأسلوب تطبيق الجص والطبقات اللونية عن المنهجية التي اتبعها الفنان الأصلي في إبداع هذا العمل الفني. ويبرز تحليل التقنية المستخدمة في تنفيذ الجدارية الأهمية الكبيرة التي يوليها الفنان للتحضير الدقيق للطبقة التحتية، مما يضمن الحفاظ على الجدارية لزمن طويل.
ويسترشد الترميم الحديث بمبادئ الصيانة العلمية، مع الحرص الشديد على احترام أصالة العمل الفني وقيمته التاريخية التي لا تقدر بثمن. وقد تمت التدخلات في طبقة الطلاء بعناية فائقة للحفاظ على التقنية الأصلية التي استخدمها الفنان وإبراز الخصائص المميزة للجدارية. وتخضع حالة الحفاظ على العمل لمراقبة مستمرة ودقيقة، مع التركيز بشكل خاص على الوقاية الفعّالة ومعالجة المشكلات المحتملة في مهدها. ويتم رصد الظروف البيئية السائدة داخل الكنيسة بشكل منتظم لضمان تهيئة أفضل الظروف للحفاظ على الجدارية، في حين يشكل تسجيل وتوثيق تدخلات الصيانة أداة بالغة الأهمية للرعاية المستقبلية لهذا النصب التذكاري. وتجدر الإشارة إلى أن جدارية القديس يوسف المرنم تحظى بمكانة خاصة في قلوب محبي الفن والتراث في الأردن، حيث يتردد صداها مع تاريخهم العريق وإبداعاتهم الفنية المتنوعة التي تمتد عبر العصور.
وتشهد الحالة الراهنة لهذا العمل الفني على فعالية التدابير الوقائية التي تم اتخاذها لصيانته، فعلى الرغم من مرور الزمن، لا تزال الجدارية تحتفظ إلى حد كبير بجودتها الأصلية. وتضمن الرعاية المستمرة والحفاظ على النصب نقل هذا الإرث الفني الهام إلى الأجيال القادمة، ليظل شاهداً على عظمة الفن المسيحي وتأثيره الذي لا يُمحى.
القديس يوسف المرنم في الفن
تعتبر جدارية القديس يوسف المرنم في دير فالسامونيرو مثالاً رائعاً للإنتاج الفني في كريت في القرن الرابع عشر. تبرز دراسة العمل أهميته كوثيقة للحياة الثقافية والفنية في ذلك الوقت. تجعل التقنية المتقنة، والتقليد الأيقوني، والأهمية التاريخية للجدارية منها جزءاً لا يتجزأ من الإرث الفني البيزنطي. الطريقة التي جمع بها الفنان بين الأسلوب البيزنطي التقليدي والعناصر المحلية خلقت عملاً يستمر في جذب اهتمام الباحثين وإلهام الفنانين المعاصرين. إن الحفاظ على ودراسة مثل هذه الأعمال الفنية أمر حاسم لفهم تراثنا الثقافي.
elpedia.gr
المراجع
M CONSTANTOUDAKI. “Alexios and Angelos Apokafkos, Constantinopolitan painters in Crete, and the Valsamonero monastery.” Δελτίον της … (2022).
D Jiménez-Desmond, JS Pozo-Antonio. “The fresco wall painting techniques in the Mediterranean area from Antiquity to the present: A review.” Journal of Cultural Heritage (2024).
A Lymberopoulou. “Post-Byzantine Cretan Icon Painting: Demand and Supply Revisited.” Arts (2023).